بدأ أرسنال محاولته للذهاب أبعد في سباق لقب الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم بفوز 1-0 على مانشستر يونايتد، في ملعب "أولد ترافورد"، بفضل روتين جديد للركلات الثابتة.
شاهد أفرام غلايزر الفريق الذي يشارك في ملكيّته يدخل المباراة من دون الحارس العائد من الإصابة أندريه أونانا والمهاجم راسموس هويلوند، الذي كشف "ذا أثلتيك"، بأنّه سيواجه تحدّياً للحصول على دقائق لعب تحت قيادة أموريم. بالنسبة إلى أرسنال، سافر لاعب الوسط ماكس داومان (15 عاماً) مع الفريق لكنّه لم يكن ضمن قائمة المباراة.
اختار أموريم ألتاي بايندير ليبدأ في المرمى، لكنّه كان عاجزاً عن منع ريكاردو كالافيوري من تسجيل هدف برأسه إثر ركنية ديكلان رايس (د13). ردّ يونايتد جيداً وسدّد باتريك دورغو كرة ارتدّت من القائم، قبل أن يتألّق دافيد رايا بتصدٍ منخفض بأطراف أصابعه ليمنع ماثيوس كونيا من التسجيل.
المهاجم الجديد لأرسنال فيكتور غيوكيرس، لعب ساعة لكنّه عانى لصنع الفارق، بينما ظهر المهاجم الجديد ليونايتد بنجامين سيسكو، من على مقاعد البدلاء بعد 5 دقائق فقط.
أبعد رايا رأسية بريان مبومو، ثم سدّد سيسكو برأسه خارج المرمى بعد أن أُعيد تدوير الكرة. بينما كان يونايتد يضغط للتعادل، لكنّ أرسنال صمد، ليحافظ على سجله الخالي من الهزائم في آخر 15 مباراة خارج أرضه في الدوري.
كيف يعمل روتين الركلة الثابتة "الجديد" لأرسنال؟
قد يكون موسماً جديداً، لكن هذا لا يعني أنّ أرسنال سيتوقف عن الإبداع في الركلات الثابتة. لم يسجّل أي فريق أهدافاً من الركلات الثابتة (باستثناء ركلات الجزاء) أكثر منه (71) منذ بداية موسم 2021-22، حين وصل المدرب المتخصّص نيكولا جوفر من مانشستر سيتي.
الروتين الذي يبدأ فيه 5 لاعبين على حافة منطقة الجزاء قبل تنفيذ الركنية ليس جديدًا بالكامل. فقد جُرِّب لأول مرّة ضدّ توتنهام في ثالث مباراة تحضيرية، وأتى بثماره في أول ركنية بالموسم.
انطلاقة اثنَين من أولئك الخمسة (غابرييل مارتينيلي ومارتن زوبيميندي) ساعدت في خلق مزيد من الفوضى في العمق مع وصول الكرة. ميسون ماونت كان يجب أن يتعامل مع ويليام صليبا بشكل أفضل، إذ سمح له ولبايندير بالتفوّق عليه، لكنّ ذلك جعل التركيز أقل على كالافيوري عند القائم البعيد.
سجّل أرسنال من القائم البعيد خلال فترة التحضيرات، عبر كريستيان نورغارد ضدّ فياريال، لكن من روتين مختلف. في كل الأحوال، ترك تلك المساحة خالية قد يكون أخطر بكثير ممّا يحدث في وسط منطقة المرمى.
تقدّم أرسنال من كرة ثابتة لا ينبغي أن يكون مفاجأة كبيرة بالنظر إلى أهدافه ضدّ يونايتد الموسم الماضي.
ماذا فعل غيوكيريس؟
صمد غيوكيريس أقل من ساعة في أول مباراة له بالـ"بريميرليغ"، وهو سيناريو ذكّر بأول ظهور أساسي له مع أرسنال ضدّ فياريال في فترة التحضيرات.
وأظهر رغبة في التأثير، لكنّه افتقد إلى الدقة في اللحظات الحاسمة. تفوّق عليه ماتياس دي ليخت في المواجهات الفردية في البداية، لكنّ السويدي تطوّر مع مجريات اللقاء ووفّر خياراً هجومياً لأرسنال عندما احتاج ذلك.
لم تكن تحرّكاته خلف الدفاع أنانية. كان يبحث عن مارتينيلي وبوكايو ساكا، لكنّه بالغ في تمريراته وأضاع فرصاً للاستفادة من المواقف.
ضعف القرارات لم يكن مشكلة غيوكيرس وحده، بل كان سمة في أداء أرسنال كفريق. منذ البداية، بدا أنّ رجال أرتيتا يعانون في مجاراة إيقاع يونايتد، ما جعلهم يلعبون بشكل ردّ فعل أكثر من المبادرة، على رغم من بعض اللحظات الهجومية الجيدة.
وسيعتبرون أنفسهم محظوظين بفضل تألّق دافيد رايا، الذي أنقذهم بتدخّلاته في الشوطَين، ممّا سمح لهم ببدء الموسم بفوز وشباك نظيفة.
هل يعاني يونايتد من مشكلة في حراسة المرمى؟
عاش التركي موسمَين غريبَين في إنكلترا. كان بايندير مجرّد بديل تقليدي، يشارك عند إصابة أونانا، كما حدث في فترة التحضيرات، أو حاجته للراحة.
جزء من ذلك يعود إلى محدودية بايندير في التمرير وضعفه في التعامل مع الركلات الركنية. الموسم الماضي شهد استقباله هدفاً أولمبياً، فيما اختار أكثر من فريق إغلاق منطقة الـ6 ياردات أمامه لتقييد حركته قبل وصول الكرة.
هدف أرسنال الأول كان بتصميم مميّز، لكنّه اعتمد أيضاً على عجز بايندير عن التفوّق على صليبا للسيطرة على العرضية.
وأوضح غاري نيفيل، مدافع يونايتد السابق عبر "سكاي سبورتس": "الحارس يجب أن يكون أقوى. سيقول إنّه تعرّض إلى الخطأ، هناك لاعب أمامه والكثير من الدفع والجذب، لكنّه يجب أن يكون أقوى".
ورأى جو هارت، الحارس السابق لمانشستر سيتي، أنّ بايندير كان يجب أن يستخدم ذراعه اليسرى ليدفع صليبا بعيداً بينما يبعد الكرة باليمنى. لتكون حارساً أول ناجحاً في الدوري الممتاز، يجب أن تعرف متى تقاتل بالإضافة إلى التصدّي.
لسوء حظ أموريم، لا يُحل الأمر بعودة أونانا، الذي لم يتدرّب سوى 3 مرّات مع الفريق منذ تعافيه. كما أنّ الكاميروني عانى أمام الفرق التي تملأ منطقة الـ6 ياردات، وتصدّياته كانت غير مستقرّة.
هل يعني هذا أنّ يونايتد يجب أن يعطي الأولوية للتعاقد مع حارس قبل إغلاق سوق الانتقالات الصيفية؟ أفادت "ذا أثلتيك" بأنّ النادي لن يتعاقد مع حارس جديد إلّا إذا بيع بايندير أو أونانا. قد ترغب جماهير يونايتد في ضمّ جيانلويجي دوناروما، لكنّه أيضاً يعاني في الكرات العالية على رغم من طوله البالغ 1,96 م. إيميليانو مارتينيز يتفوق في هذا الجانب، لكنّ أستون فيلا يُعتقد أنّه لن يوافق على بيعه بأقل من 40 مليون جنيه إسترليني.